Charcoal jar

Sunday, November 14, 2010

الذرائعيّ

... لكن الوسيلة ليست الطريق، ليست الذريعة، بل هي الغاية. هي آلة لتنفيذ الذريعة وإقرارها وإدامتها. أي أن عزَّة الغاية لا تنبع من كونها قد تمحو أضرار الوسيلة التي اتُّبِعَت لتحصيلها، بل إن عزة الغاية تنبع من كونها قائمة في موضع سابق على اتِّباع الوسيلة واتخاذها مجرىً للذريعة. أسبقية زمانية ومكانية وهدفية. فالذرائعي هو طالب الوسيلة، والوسيلة هي كل ما يريد أن يجد. الغاية مستحصل عليها أساساً ومستملَكة، وهي الأمل في إيجاد الوسيلة الصالحة للاتباع، للتذرُّع بِـ. ألِيتوسلها مؤدَّىً أو صلةً أو منهاجاً لأي شيء؟، كلا!، لا يطلب الذرائعي مؤدّىً ولا نتيجة ولا خاتمة، لا يطلب عزاء ولا غفراناً ولا تبريراً من (لاإنسانية) الوسيلة، إنه يريد الاستمرار، والاستمرار مشروط باتِّباع الوسيلة. لا يطلب الذرائعي عبرةً لأنه لا خواتيم لمجريات الذريعة، فـ(الغاية) وُضِعَت أساساً في المحطَّة قبل الانطلاق. الغاية أن لا تنقطع الذريعة، أن يتصل الجريان. الوسيلة هي الغاية وهي الهدف، والغاية ليست الهدف. الوسيلة هي استعمال الغاية من أجل دوام الذريعة. وهل مِن إلا ذرائعيين سُوداً يشْدُون بمجد الوسيلة؟.