Charcoal jar

Tuesday, July 24, 2012

سَارِي


مثل هذه البكية، أعني مثلها بالظبط، لا تأتيني إلا كلّ دَوْرٍ مما أعدّ. بكية في مواعيدها، ومستحَقة. بكية كبيرة، كملاية صيوان وحيدة ومبتهجة، تطير في مكانٍ عزيز، وتردّ على كلمات الهواء بمثله لطفاً ورشاقة. كأنها كلمة سبقت. شعلة صغيرة كلسان الحرير، حمراء ومغرورة بنصيبها الضافي من المراسلات، انفتقت هذا الصباح في لحمي، ومدّت تويجاتها المرتجفات الرقاق إلى العسل. تسايلَت عبر جسدي من الأصقاع إلى الأصقاع طول النهار والليل حتى وجدت توأمها قبل قليل وعانقتها لدقيقةٍ بسطت نفسها على الأرض جناحاً خالصاً في قسمة الزمن، ثم عادت فجذبت نفْسها نفَساً طويلاً فيه كل ما فاح لي من طِيبٍ، وليس أقلّه الفجر هذا، إذ التوأمان يبزغان نسيلةً من عسلي تحمل الصبيَّ الكريمَ لوحةً مسافرةً في جبال المسك تنزف الدمّور.