Charcoal jar

Thursday, December 1, 2016

سوف

إني أهيم على وجهه كل يوم،
قواعد بيته قائمة حيثما بتّ.

كلما حضرتُ أحسّ بي وحاول أن يراني،
وكلما حاول ما رأى.
تعبتُ من هذا.

غداً: لن أكون هنا،
وسوف يراني من دون أن أحضر، 
أو حتى يحاول.
تعبتُ من هذا.

حضوري هنا في هذه اللحظة: جدوى أكيدة.
غداً: كلانا نحاول أن أحضر.

Tuesday, June 14, 2016

آخِر الأطياف السّعيدة

في ساعة التّجوال، يتأمّل.

لن تطلب الرُّكبة العاشقة أن يُوضع خاطفها في أي حسبان،
وهي من دونه لا تذهب،
وهُما يعلمان.
لذا دفنَا يدَ التطوير في مسردٍ هارب.

الخوف آوَته موسيقى مجاورة،
ليس بما فيه طمأنينته الكافية؛
لأنّ أوّل ذاك الجمال قد كان يدنو سريعاً،
وحالَما أوسَعَها ركلاً أفاقت مُقهقهةً،
وفتّحت نفسَها.

البئر ضيفة الإعصار اليوم،
يأكلان بصَلةً حمراء،
على الهواء مباشرة،
لرَفْع الكُلفة.

بأمر الجنون،
تبيع الياقةُ هذا اليومَ إلى بعض الرّعاة ناقصاً كتفاً وأصيلاً.
من عطفٍ على غنيمتها تعود إلى حالة البيت باكرة،
تعتزلها طير الباب،
تحرَد الياقة زادها.
في حرج شديد تتلفّت
بينما هي تحزم بعض المتاع.

آخِر الأطياف السّعيدة في ساعة التجوال؛
يده أخفقت في بلوغ الإشراق مرّتين فظنّها فرحانة.
عبيده في مغرب هالك،
على أبواب مغرب هالك،
يعرجون،
ومعهم أصنامه.
الجميع أمام عينيه يعرجون.
يُسمِّي ظلَّه قُوتاً ممكناً ليَدَين جائعتين توارَتا في حلقة مطويّة،
تَغرَق التعاليم في كَسْر الواقع.

إنّه مُستعدّ لقتل الزّيادة،
فهل عنده مقياس؟
أم جزافاً يُخمّن أنّ الباقي سوف يفي بالضّرورة؟.


لولا صدوره الموسميّ.

Saturday, April 30, 2016

غريزة

يا للطّيور الطّيور!
يا للسّماء المُعْدِيَة!
تَطّايَرُ الأشياءُ فيها
خاليةَ البالِ كالهرِّ
وما عندها مانع!.

نتعالى، نقول لها:
يا معادنُ هبّي!
فيرقص في أعناقنا موتٌ صقيلٌ
كأنّما هو عيد العقوق.

نتعالى، نقول:
كتبناكِ إذاً يا صورةَ الممكن،
هيّا إلى حفلة العين!
هيّا نَسْقيكِ لوحَ التّراب
غسَلناه لأجلكِ بالزّوايا مباركةً
وملأنا بمِحَايَته جِرَارَ النّظر!
فإذا ما شَربَتْ رِزْقَنا كلَّه
ما برحَتْ تظنّ كلامَنا قُبَلاً
حُبسَت في مناقير.

أيّة عين ممزَّقة أنتِ
يا هذه العين الممزَّقة؟

نقول لها:
أيّتها الأشياء!
هل إنّك أنتِ السرُّ في أنّ جوارحَنا لا تطير؟
هل عُذرُ الطّبيعةِ هذي أنها عُذرُ الكمال؟.

(وليس بنا غير خوفٍ
على طير السّماء
من طيرانها،
وليس بنا غير ظنٍّ
بأنّا
لا نُمانع أن لا نطيرَ،
وأنّا
لاكواكبُ واقفةٌ عند بابٍ مُصَفَّدٍ
في الفراغ
يحاول أن لا يطير)؛
نتعالى، نقول:
السّماء غريبة هذه اللّيلة!
السّماء قريبة!

والحمامة،
في طوْقها طائرةٌ وسْطَ المجرّات،
ومن رعبها تُمزِّقُ أعمدةَ الشّوق،
تَطوي وتَفضُّ ملاياتها:
نتعالى،
وليس بنا غير ظنٍّ مقيمٍ
بأنّ الطّيورَ جميلةٌ
                   وحمقاء.