Charcoal jar

Saturday, March 10, 2012

يقولُ الباب

حبيبي ما بِهَذَا الضّوْءِ كثَّاً
ونحن مَن الشّظايا علَّمَتنا
وقادت خطوَنا الضّاحي بِلَيْلٍ

لتَخْبُرَ معدنَ الأشواكِ فينا
وتَعلَمَ إنْ صِلابَ الروحِ أنّا
فَجُزْنا في هلامِ الضّوءِ غَمْرَاً
رأينا ما يَرِينُ على وجوهٍ
عواءً ضامراً ودماً حليباً
يُغَطّونَ المكان بما تبقّى
ولا من ميّتٍ يطأُ الحُمَيّا
سوانا، والسّوَى وجهٌ بليدٌ

أنا والمستحيلُ سبقتُ ليلِي
عَلَوْتُ المستحيلَ بكيتُ مَرْحَى
فما عادَتْ يدُ المعقولِ أُمّي

حبيبي ما بِهذا الضّوْءِ يُرخِي
ويُطعِمنا شموسَ الخوفِ كي لا
فهذا رقصُ أعمدةٍ طِوَالٍ
تسيحُ ظلالُها في الرّملِ هَونَاً
وآيُ الرقصِ قرآنٌ كتيمٌ
ويُرْسِلُنا بياناً غِبّ نَدْحُو
كواكبَ غامضاتٍ يا حبيبي
يُزيّنّ المتاهةَ لي فإنّي
أذُرّ الصمتَ في الحافَاتِ حتّى
أيَا أشياءُ واْهْلَكْ يا صباحاً
ومُوتي أنتِ يا أنوارُ حَوْلِي
فَلَيْلِي بَعْدُ قوّادُ الشظايا

وأتْرُكُ للمياهِ الليلَ ترفو
فتختلجُ الستائرُ في مياهي
بأشكالٍ مُعَمّاةٍ تنادِي
حبيباً ممكناً حيّاً محالاً
أصاخ فأسرجَ المفتاحَ قبراً
حبيباً كم تناديهِ الطّوايا
تنادِي كُنْ معي في الصِّفرِ حتى
وزِدْنِي غربةً أزدادُ أهلاً

أقولُ لحدأةٍ صرَخَت حنيناً
وعندي سلسلٌ حيٌّ بروحي
فأقرأُ  أسطُراً في اللّحمِ كُنّتْ
أيا محجوبةَ المعنى جمالاً
وطِيْرِي في يَدٍ طُوِيَتْ حِجَابَاً
تجاوِبُكِ الحياةُ بصوتِ قرْعٍ
يَقُضُّ كنانةَ الأفلاكِ قَضّاً
من المحجوبِ أحراشاً وطَمْيَاً
تَرَيْنَ مَدَارَكِ الطّاغي يُغَذِّي
سَعاداتٌ مُجوّفَةٌ وتوقٌ
وتنْزيلٌ من الأشياءِ يأتي
أمَا وقَد اْستقامَ لكِ التّعَرِّي
فطوفي منزلَ الأعدادِ فينا
صلاةَ الهازلينَ لدى المراثي
عسى يستوفِيَ المرئيُّ عيناً


يُراقِصُ طيرَنا خللَ الحديدِ
طِرَادَ الريح من بيدٍ لِبيدِ
إلى بابِ المغامرةِ الوصيدِ

وتشهَدَ لو سنَشْرَقُ بالصديدِ
قُساةً في مقارعَةِ الأكيدِ
وطِرْنا عبرَ مشتبكٍ مديدِ
من الصخرِ اْستبدّت بالوعيدِ
وأكفاناً وكم ذا من عبيدِ
من الألغازِ في الرّصَدِ الرصيدِ
ويسترقُ الرمادَ من البَديدِ
تعلّقَ في فضا روحٍ بليدِ

وقامرتُ الصباحَ على وريدي
صباحُ البابِ ليس صباح عيدي
ولا عادَ الدّمُ الباني حفيدي

ويَهْمِزُ طيرَنا خلل الحديدِ
نصيرَ عواءَ مغربِهِ الجديدِ
تَحَلّبُ فوقها أثداءُ غيدِ
وتَدْرُجُ في المدى كَدَمٍ عنيدِ
يهزّ خرائبَ التيهِ الطريدِ
كواكبَ تائقاتٍ للبعيدِ
يَضَعْنَ النارَ في لغةِ الشريدِ
لفلاّحُ الطُّوَى وأنا حصيدي
يصيحَ الروحُ حولَ الرّمسِ: بِيدِي
من الخوفِ الذي أمْسَى عميدي
وحِتّي عن يَدِي لبنَ الحديدِ
وجلاّبُ الهباءِ إلى جليدي

ثيابَ جنونِه بِدَمٍ شديدِ
تخاتلُ عينَ واحِدي العديدِ
حبيباً فيهِ معراجُ الحدودِ
يسافر فانياً طَيّ الخلودِ
إليّ وسارَ في البابِ الوقيدِ
وتُشْرِقُ سُرّةُ الصّفرِ الوليدِ
تُسِرُّ إليكَ بئرٌ بالوجودِ
بما في المحوِ من وَجْدٍ وجُودِ

وهَمّتْ بالتّمزُّقِ ملءَ جِيدِي
يمهِّدُ لي مغاليقَ الجلودِ
وأُخرى أُلْغِزَتْ في النّحرِ: صِيدِي
صغيراً راكضاً تحت الصديدِ
وجُوْزِي أنهُرَ التيهِ المديدِ
على الأنوارِ مُصطخِبٍ شديدِ
ويأخذكِ العواءُ لتستزيدي
وميثاقاً من اللوحِ الفقيدِ
عِظَامَ الدّهرِ بالطّرْحِ المزيدِ
إلى وصلٍ وجوديٍّ مجيدِ
إليكِ يطوفُ في عُرْيٍ فريدِ
على أكفانِ منزلكِ الوحيدِ
وتابوتَ الحكايةِ واْستعيدِي
وصعلكةَ الفواكِهِ في مسيدِي
ويهدِلُ: إيهِ يا أكوانُ مِيدي