يا للطّيور الطّيور!
يا للسّماء المُعْدِيَة!
تَطّايَرُ الأشياءُ فيها
خاليةَ البالِ كالهرِّ
وما عندها مانع!.
نتعالى، نقول لها:
يا معادنُ
هبّي!
فيرقص في أعناقنا موتٌ صقيلٌ
كأنّما هو عيد العقوق.
نتعالى، نقول:
كتبناكِ إذاً
يا صورةَ الممكن،
هيّا إلى
حفلة العين!
هيّا نَسْقيكِ
لوحَ التّراب
غسَلناه لأجلكِ
بالزّوايا مباركةً
وملأنا بمِحَايَته
جِرَارَ النّظر!
فإذا ما شَربَتْ رِزْقَنا كلَّه
ما برحَتْ تظنّ كلامَنا قُبَلاً
حُبسَت في مناقير.
أيّة عين
ممزَّقة أنتِ
يا هذه العين الممزَّقة؟
نقول لها:
أيّتها الأشياء!
هل إنّك
أنتِ السرُّ في أنّ جوارحَنا لا تطير؟
هل عُذرُ الطّبيعةِ هذي أنها عُذرُ الكمال؟.
(وليس بنا غير خوفٍ
على طير السّماء
من طيرانها،
وليس بنا غير ظنٍّ
بأنّا
لا نُمانع أن لا نطيرَ،
وأنّا
لاكواكبُ واقفةٌ عند بابٍ مُصَفَّدٍ
في الفراغ
يحاول أن لا يطير)؛
نتعالى، نقول:
السّماء غريبة
هذه اللّيلة!
السّماء قريبة!
والحمامة،
في طوْقها طائرةٌ وسْطَ المجرّات،
ومن رعبها تُمزِّقُ أعمدةَ الشّوق،
تَطوي وتَفضُّ ملاياتها:
نتعالى،
وليس بنا
غير ظنٍّ مقيمٍ
بأنّ الطّيورَ
جميلةٌ
وحمقاء.