تحت هذا الشفق الغريب المحايد للروحِ، وهي
تصبغ ألوان الحدود بلونها الملوَّن، تاركةً على الشغاف أثراً غامضاً يلهجُ
باهتزازات ليل الصيرورة شرنقةً على أغصان الزمن، رأيتُ جسدي يدعوني، قريباً، هنا،
وراء السودان، وإفريقيا، والأرض، والكون، وروحي.
أتصفَّح ألوان المغيب، وليس في رأسي، بَعْدُ،
أيّ تفسير. ما حاجتي إلى التفسير، والكلمات أراها تراني، تراني، وتصير. أراها
تراني، تراني، وأصير. حسبي هذه الوثبات النقية في مادّتي.
عبر أطوارها كلّها أخذتني هذه الرقّة.
وبين صفائح الرّفق والشدّة المتقلِّبة
ورائي على تربة الروح، يتفلّق الفجر، مُرْسِلاً براعمه إلى جسد الصيرورة الداعي
دعاني، فأنا الطيّ والنشر، والفيضُ والحشر، و، بَعْدُ، هذه اللثمة.
بين امتناني ولعنتي أنتِ مخيَّرة؛
يا أهواءَ الصلاة،
إذ جعلتِ اقترابي من حافَة الحياة الدنيا
صاخباً هكذا
حتى تدفّقَت القيامةُ
من لمستي لحم المغيب.