أخبرك مبدع النسخة التمهيدية للإسلام بأنّك تحمل أعداءك في جسدك. ولم يُنفق هذا النبيّ من الجهد والأماثيل على شيءٍ، بقدر ما أنفق منها على إبلاغك بأنك وحدك في الميدان. وأعضاؤك أعتى أعدائك، لن تكتفي بأن تخونك في الدنيا وتخذلك، وتنشب فيك أنيابها تنحشر بك في القبر، ستخونك أيضاً في الآخرة؛ إذ تشهد عليك لدى الله بسائر ما فعلتَ من خير وشرّ.
وما الذي (أقرب إليكم من حبل الوريد)، وما الذي (يجري منك مجرى الدم)؟. إذا لم أكن أعضائي هذه، ولم أكن الله، ولم أكن الشيطان، وكان هؤلاء جميعاً دخلاء عليّ جواسيس يريدون حتفي، فمَن المخاطَب؟.
أعضائي تخونني في الدنيا وفي الآخرة، ولستُ إذاً أعضائي حصراً. والله أقرب إليّ من حبل الوريد، ولستُ إذاً الله حصراً. والشيطان يجري مني مجرى الدم، ولستُ إذاً الشيطان حصراً. فهل أنا مجموع كل هؤلاء؟، هل أنا الروحُ، أم الكونُ، أم الماءُ، أم رابعهم كلبهم؟.