لِمَ يميل الأطفال
إلى التضاحك والتلفُّت والتمايُل حين يغنون أو يمثلون أو ينشدون شعراً، أو حين
يحاول مَن يكبرونهم الاطلاع على كتاباتهم أو رسوماتهم؟. خجلاً؟، تشكُّكاً؟،
تنصُّلاً من جدية الأمر؟. ربما. ولكن لِمَ يخجلون ويتشكَّكون ويتنصَّلون؟. ربما
لأنهم يدركون أنهم في موقفٍ لا يليق به إلا التضاحك والتلفُّت والتمايُل. وربما
لأنهم في حِلٍّ من التِماس الرأي والاستجابات مصداقاً لما بين أيديهم. وربما لأنهم
الأحرار القادرون على اللعب الحر. وربما لأنهم لا يخجلون من خجلهم وتشكُّكهم
وتنصُّلهم. وربما لأنهم لم يتقنوا بَعد فنون الانكسار: الحقيقة والتباهي واليقين
والجدري والتقيُّد.